عندما يتكلم البطيخ: رمز فلسطيني عابر للحدود
كثيرة هي الصور التي تحوّلت إلى رموز مرتبطة بفلسطين وشعبها، إنما لرسمة البطيخ حكاية تعكس كمية القمع والعنف الذي يتعرض له وما يزال الشعب الفلسطيني وصراعه المستمر للتمسك بأرضه وهويته.
ما القصة وراء رسمة البطيخ؟
حظرت إسرائيل رفع العلم الفلسطيني بعد حرب الأيام الستة في العام 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولم يُرفع هذا الحظر إلا بعد توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في آواخر التسعينيات من القرن الماضي.
خلال فترة الحظر، ناضل الفلسطينيون لحمل علمهم بطرق مختلفة، وتلقوا شتى أنواع القمع. فكان ان لجأوا إلى رمزية ألوانه. وفي واحدة من أشكال القمع المتعددة التي كان يمارسها جيش الاحتلال، أغلق الإسرائيليون معرضًا فنيّا للفنان الفلسطيني سليمان منصور في الثمانينيات من القرن الماضي بحجة عرضه أعمالا فنية بألوان العلم الفلسطيني. وبحسب الفنان منصور قال له الضابط الاسرائيلي إنه من غير المسموح لكم أن ترسموا باللون الأحمر، أو الأخضر، أو الأسود، أو الأبيض، فهذه ألوان العلم الفلسطيني. فما كان من الفنان الفلسطيني عصام بدر، الذي كان موجوداً في المعرض، إلا أن سأله: "وماذا لو رسمنا زهرة بهذه الألوان؟" فأجابه الجندي: "سنصادرها. حتى لو رسمتم بطيخة، سنصادرها."
وهكذا كان، رسموا البطيخة التي تحمل بالفعل ألوان علم فلسطيني. وما كان ردا ساخرًا على القمع تحوّل إلى رمز لنضال شعب يُمنع من رفع علمه على أرضه. فأصبحت البطيخة استعارة لعلم فلسطين.
رسمة البطيخ لفنانة تركية
البطيخ كرمز لفلسطين اليوم
مع مرور الوقت، تحوّل البطيخ من مجرد بديل عن العلم المحظور رفعه، إلى أحد الرموز الصوريّة التي تدل على اسم فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال.
اليوم، يظهر البطيخ في كل تفاصيل الفنون والثقافة الفلسطينية وأشكال الدعم لفلسطين:
اللوحات والجداريات: رسوم الغرافيتي، والفن التشكيلي وحتى الرسوم الكاريكاتورية التي مزجت البطيخ مع رموز وطنية أخرى.
الأزياء والإكسسوارات: صمّم المبدعون كوفيات وحقائب ومجوهرات مستوحاة من نقشة البطيخ. وقامت بعض الشخصيات بحمل أو ارتداء تصاميم على شكل البطيخ للتعبير عن دعمهم لفلسطين مثل الممثلة الهندية "كاني كسروتي" التي لفتت الأنظار بحقيبة البطيخ خلال مشاركتها في مهرجان كان السينمائي الـ77 في فرنسا.
الممثلة الهندية كاني كسروتي وحقيبة البطيخ
مضامين ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي: يظهر البطيخ كرمز بديل عن العلم، حتى أن إيموجي البطيخ أصبح جزءاً من لغة النصوص والتعليقات.
رسمة البطيخ العابرة للحدود
تجاوزت رمزية البطيخ حدود فلسطين لتصبح شعارًا عالميًا في وجه الحظر الرقمي ومحاولات إسكات المحتوى الفلسطيني على الإنترنت ولاسيما بعيد العدوان على غزة. وكما قاوم الفلسطيني منع رفع العلم، يقاوم عبر رسمة البطيخ الآن الرقابة الرقمية، ليبقى صوته عاليًا في الفضاء الرقمي والواقعي.
فتتواجد هذه الرسمة في مختلف المسيرات والتجمعات الداعمة للفلسطينيين حول العالم، حيث يحمل الناشطون لافتات على شكل بطيخ أو يرسمونه على الملصقات. كما كثر استخدام هذا الرمز على وسائل التواصل الاجتماعي ولاسيما مع لجوء العديد من المنصات إلى حجب كلمة "فلسطين" على الانترنت، أو تقييد وصول المحتوى الذي يدعم فلسطين، فوقفت من جديد رسمة البطيخ بوجه أساليب الحظر، ونجحت!
هذه ليست بطيخة
أثبتت التجربة أن قوة الرسمة تعادل قوة الكلمة عندما يرتبط الاثنان بالقمع والمعاناة الانسانية. والأهم من ذلك، أثبتت بأن الفلسطيني يمتلك قوة تتجاوز كل أشكال القمع، وبأنه يجد دومًا طريقاً للتعبير عن حقه وكيانه وأرضه بمختلف الاشكال والصور.
نفتح مساحة يشارك فيها الخريجون تجاربهم ويقدّمون نصائح عمليّة للطلاب المقبلين على التخرّج ودخول سوق العمل. لأن أفضل النصائح تأتي من الذين كانوا قبل سنوات قليلة فقط على نفس مقاعد الدراس...
۱۰ أيلول ۲۰۲٥
هي أكثر من مجرد شجرة، إنها رمز، ومصدر رزق، وشاهد حيّ على التاري...
۲۸ آب ۲۰۲٥
كأنّ الخيط والإبرة تحالفا معاً ليحيكا ويحفظا قصة شعب بأكمله. ماذا تعرف عن فن التطريز الفلسطيني...
۲٦ أيار ۲۰۲٥
زاد تمسّك إبراهيم ببطله الخارق "سبايدرمان" من إصراره على المشي استعداداً لإنقاذ العالم من الأشرار! تعالوا نتعرّف على بطلنا الصغير، المصاب بالشلل الدماغي، وهو يستعد للمشي والاقلاع في رحلته من مركز العلاج الفيزيائي والتأهيل في صيد...
۲۸ نيسان ۲۰۲٥