البقاء على قيد الحركة

منذ أن فتحت إليانا عينيها على الدنيا، كانت أصابع يديها ورجليها مطبقة لا تتحرك وبعد سلسلة من الفحوصات الطبية وجدنا بأنها تعاني من ضعف حاد في النمو العصبي وتلييف عضلي. منذ ذلك الوقت، تقول ناديا، والدة إليانا، بدأت رحلة ابنتي مع العلاج، وكان الهدف الأساسي مساعدتها على المشي.   


ركّز التشخيص الطبي على ضرورة توفير جلسات علاج فيزيائي لتقوية العضلات كي تتمكن من المشي والحركة. وبالفعل، ساعدها هذا التدخل على الحركة بالحد الأدنى، فهي تذهب إلى المدرسة اليوم على الرغم من حاجتها للمساعدة في التنقل ولاسيما عند صعود الدرج.  


تقول ناديا، "مشكلة إليانا الأساسية هي بكونها معرّضة للسقوط في أي وقت، وفي حالة سقوطها على الأرض ليس لديها القدرة على حماية رأسها كفاية لعدم تمكّنها من التحكم بأطرافها بسبب ضعف العضلات. لذلك، هناك دائماً من يساعدها في صعود وهبوط الأدراج، وفي التنقل. حتى أن صديقاتها في المدرسة يشترون لها الأكل من الدكان ويجلسون معها في الصف معظم الأيام في أوقات الاستراحة كونها غير قادرة على مغادرة الصف. وهذا يشكّل دعماً معنوياً كبيراً لها."  


وتتباع ناديا قائلة، "الوضع صعب كثيراً علينا كعائلة فابني الأصغر من إليانا مصاب بالداء نفسه، وأصبح في الخامسة من عمره ولا يقوى على المشي بعد. أحزن كثيراً عندما أراها تكبر وتدرك اختلافها عن باقي الفتيات فلا تستطيع أن تلعب، أو تتحرك، أو تتصرف مثلهن، حتى أنها سألتني في إحدى المرات لماذا ولدت في هذه الحالة؟ فأجبتها بأننا جميعاً نولد مختلفين عن بعضنا البعض، ولكن لكل منا ما يميزه."  


الحل الوحيد اليوم هو مواصلة تلقيها جلسات العلاج لضمان تقوية العضلات قدر الإمكان، ولضمان أن تعيش حياتها كطفلة مثل رفيقاتها قدر المستطاع. 


يتم توفير جلسات العلاج لإليانا ولحوالي 90 طفلاً في مخيمي البداوي ونهر البارد ضمن المشروع الذي تنفذه التعاون بالشراكة مع جمعية التأهيل المجتمعي بدعم من المساعدات الإسلامية الدنماركية (DMA).   

المنشورات ذات الصلة

الثوب الفلسطيني: تطريز عابر للحدود يحكي قصة فلسطين

لن نحكي هنا عن الثوب الفلسطيني فحسب، بل عن قدرته على التحوّل إلى رمز، وموضة، وهوية. إنها قدرة التصميم والتطريز في إضفاء حياة على القماش، والتعبير عن موقف، وفي سرد الحكاية الفلسطيني...

  • التعاون

  • ۲۲ أيار ۲۰۲٤

حياة جديدة أمام المسنين في مخيم الجليل في بعلبك

لدى أمينة الكثير لتحتفل به الآن! مع استلامها الكرسي المتحرك، تستعد لحياة جديدة بعدما قضت ست سنوات داخل أبواب منزله...

  • التعاون

  • ۱٦ أيار ۲۰۲٤

خارج حدود المخيم: الشباب الفلسطيني في لبنان يبحث عن أحلامه ويبني مستقبله

حوّل الكثير من الشباب الفلسطيني ضيق أحوالهم وقساوة واقعهم كمنصة للانطلاق إلى عالم على اتساع طموحهم بالرغم من كثرة التحديات التي تقف أمامه...

  • التعاون

  • ۱۳ شباط ۲۰۲٤

الرعاية الطبية المنزلية للمسنين في مخيم البداوي

مع تدهور الأحوال المعيشية في لبنان تزداد التحديات التي تواجه المسنين ولاسيما داخل المخيمات الفلسطينية التي يعاني سكانها من فقر شديد. فانطلق مشروع توفير الحماية والخدمات الصحية للاجئين الفلسطينيين المسنين في مخيمات البداوي ونهر البارد والجلي...

  • التعاون

  • ۸ كانون الثاني ۲۰۲٤