المخيمات الفلسطينية في لبنان، ماذا تعرف عنها؟

عند مغادرتهم لبيوتهم، وقراهم، وأرضهم، لم يكن أحد بالتأكيد يظن أنها رحلة محكومة باللاعودة، أو لو أدرنا أن نكون أكثر تفاؤلاً رحلة مفتوحة إلى أن تحين العودة.



أما لبنان الذي يتلقف شرارات النزاعات في المنطقة المحيطة به، والذي يحكمه منذ تأسيسه منطق المؤقت الذي يتحول إلى دائم، والنزاعات الطائفية التي صارت نسيجاً داخل مؤسساته، يظل قابعاً في نقطة تلقي الأزمات الداخلية والخارجية والتعامل العشوائي في أحيان كثيرة مع أزمات اللاجئين بدءاً من اللاجئين الفلسطينيين وصولاً إلى النازحين السوريين. سلسلة تحكم طوقها على الدولة والشعب من جهة، وعلى الإنسان اللاجئ من جهة ثانية. 


ومهما تعددت المقاربات، في لبنان اليوم 12 مخيماً فلسطينياً، وعدداً من التجمعات الصغيرة. معظم هذه المخيمات أقيمت تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي عند موجة النزوح الأولى من فلسطين في العام 1948. 






       

ماذا تعرف عن مخيم شاتيلا؟ 

تأسّس مخيم شاتيلا بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العام 1949، ويقع في بيروت، شرق المدينة الرياضية. جمع مئات اللاجئين الذين تدفقوا من قرى عمقا، ومجد الكروم، وياجور في شمال فلسطين بعد عام 1948. كان عدد المنازل فيه بداية 13 شادراً. 


كانت سنوات الأمان التي شعر بها سكان المخيم قليلة. ففي العام 1982 وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا، وبلغت المآسي ذروتها بقتل ما بين 762 و3500 مدني، وتدمير واسع للبنية التحتية والملاجئ. وبعد اندلاع الحرب السورية في العام 2011، تضخم عدد سكان المخيم إلى ما يقرب من 22000 سكان في عام 2014 مع لجوء أعداد كبيرة من السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا إلى المخيم. ويُعتبر هذا رقم هائل حيث إن المخيم يمتد على مسافة تقارب الكيلومتر مربع فقط. 




ماذا تعرف عن مخيم برج البراجنة؟

تأسس مخيم برج البراجنة في العام 1949 من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، ويمتد على مساحة كيلومتر مربع واحد. تم تأسيسه في البداية بهدف إيواء لاجئين من الجليل في شمال فلسطين. وكان يقدر عددهم بحوالي 3500 لاجئ، ولكن سرعان ما توسّع المخيم في العام 1969 مع الموجة الثانية من النازحين الفلسطينيين وارتفع عدد قاطنيه لـ 40.000 شخص. في تلك الفترة ومع ارتفاع أعداد العائلات اللاجئة تم تنفيذ أعمال البناء بشكل عشوائي مما أدى لتدهور البنية التحتية، ونظام الصرف الصحي. وهذا أمر تفاقم مع مر السنين، ومع وقوع الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وصولاً إلى اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011 ولجوء مئات العائلات السورية والفلسطينية اللاجئة في سوريا إلى المخيم، مما يتركه في حالة بالغة السوء، ومما أوجد منازل تشكل خطراً على قاطنيها، وبنية تحتية غائبة تماماً.  




ماذا تعرف عن مخيم ضبيه؟

على بعد 12 كيلومتراً شمال بيروت يقع مخيم ضبيه للاجئين الفلسطينيين. تأسس المخيم في العام 1952على قطعة أرض تبلغ مساحتها 61.450 متراً مربعاً فقط. ولكن في العام 1963، أضيفت22،850 متراً مربعاً أخرى بعد أن استأجرت الأونروا قطعة أرض إضافية من دير مار يوسف المطل على المخيم.

  

خلال الحرب الأهلية، تم اقتحام المخيم من قبل الميليشيات التي كانت تسيطر على المنطقة آنذاك. إنما من بعدها ظل المخيم في منأى عن الصراعات الداخلية اللبنانية. وهو مخيم صغير يتداخل مع محيطه إلى حد كبير فتكاد لا تلاحظ وجوده لولا أعلام ومراكز الأونروا.

  

يقيم في المخيم حوالي 2000 لاجئ هم مزيج من الفلسطينيين واللبنانيين واللاجئين السوريين. 

 




ماذا تعرف عن مخيم عين الحلوة؟

يقع مخيم عين الحلوة بالقرب من مدينة صيدا، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرهم اكتظاظاً. تأسس على أرض كانت معسكراً للجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية بمبادرة من الصليب الأحمر الدولي، ثم انتقل الاشراف عليه إلى الاونروا. 


نظراً لقرب المناطق الجنوبية من الحدود الشمالية الفلسطينية، لجأ العديد من العائلات الفلسطينية إلى مدينة صيدا القريبة وهي بمعظمها من قرى ومدن شمال فلسطين تتوزع على أقضية عكا والحولة والجليل أمثال عمقا، وصفورية، والنهر، والصفصاف، وحطين، ورأس الأحمر، والطيرة، وترشيحا. 


عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان وتوزع الاشتباكات على مناطق مختلفة، انتقلت العديد من العائلات الفلسطينية اللاجئة للإقامة في مخيم عين الحلوة ولاسيما من منطقة شمال لبنان. وعند اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011 انتقلت أيضا إلى المخيم العديد من العائلات الفلسطينية اللاجئة في سوريا والعائلات السورية. يزيد عدد سكان المخيم عن خمسين ألفاً.    




ماذا تعرف عن مخيم المية مية؟

يأخذ مخيم المية مية اسمه من اسم القرية التي يقع فيها على تلال مدينة صيدا. تم تأسيسه في العام 1954، ليأوي اللاجئين الفلسطينيين القادمين من قرى صفورية، والطيرة، وحيفا، وميرون. يمتد على مساحة 54 ألف متر مربع.


خلال الحرب الأهلية، تم تدمير حوالي 15 % من منازل المخيم، ومدرسة الأونروا ومركز التوزيع. وفي عام 1982، جاء الغزو الإسرائيلي الذي فاقم الدمار، وبعد ذلك بتسع سنوات أي في عام 1991 تعرّض المخيم لصدام آخر بين الجماعات الفلسطينية المسلحة والجيش اللبناني.

  

يقدّر عدد سكان المخيم بحوالي خمسة آلاف لاجئ.

  

أما الوضع الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في مخيم المية مية فهو صعب للغاية. يعتمد الرجال على العمل اليومي في مواقع البناء والبساتين، أما النساء فتعملن في تدبير المنازل أو التطريز.  




ماذا تعرف عن مخيم البداوي؟

يقع مخيم البداوي شمال شرق مدينة طرابلس، شمال لبنان. تأسس عام 1955 على مساحة كيلومتر مربع واحد فقط في واحدة من المناطق الفقيرة وفي واحدة من المدن الفقيرة في لبنان. وكباقي المخيمات في لبنان، تضخم المخيم وارتفع عدد سكانه على مر السنين ولاسيما مع قدوم أعداد كبير من العائلات الفلسطينية اللاجئة والنازحة من مخيمات مثل النبطية وتل الزعتر التي دمرت خلال الحرب الاهلية اللبنانية، كما لجات إليه العديد من العائلات الهاربة من حرب مخيم نهر البارد في العام 2007، إلى أن انتهي به المطاف لاستقبال المزيد من العائلات القادمة من سوريا. يقدر عدد سكانه بحوالي 45000 لاجئ.  




ماذا تعرف عن مخيم نهر البارد؟

نهر البارد هو مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، على بعد 16 كم من مدينة طرابلس. تأسس المخيم من قبل اتحاد جمعيات الصليب الأحمر في كانون الاول من العام 1949 من أجل إيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من ظروف الشتاء الصعبة في سهل البقاع، وضواحي طرابلس. فأقيم المخيم على أطراف البلدات والقرى المجاورة مما جعله أكثر عزلة عن المجتمع اللبناني من المخيمات الأخرى في لبنان.


تعرّض هذا المخيم إلى تدمير شبه كامل في العام 2007 إثر معارك اندلعت بين مسلحين في المخيم والجيش اللبناني مما اضطر ما يقارب من 6000 عائلة من لاجئي فلسطين وأكثر من 1600 مقيم لبناني يعيشون في المخيم إلى الفرار من نهر البارد.

  

آخر يوم للاشتباكات كان في الثاني من أيلول عندما سيطر الجيش اللبناني على المخيم. منذ ذلك الحين تمارس السلطات اللبنانية مراقبة مشددة على المخيم.  


وصلت تكلفة إعادة إعمار المخيم إلى أكثر من 329 مليون دولار أمريكي وأدت إلى تقسيمه إلى جانب جديد، وآخر قديم.



ماذا تعرف عن مخيم الجليل؟

كان مخيم ويفل في الأصل موقعاً لثكنات الجيش الفرنسي الواقعة على بعد 90 كيلومتراً شرق بيروت في سهل البقاع بالقرب من بعلبك. في العام 1948 في أعقاب النكبة، وفرّت الثكنة مأوى للاجئين الفلسطينيين. وفي العام 1952 تولت الأونروا مسؤولية تقديم الخدمات في المخيم.

  

ربما كان الهيكل الأساسي للمخيم، كونه ثكنة عسكرية في السابق، نعمة على اللاجئين لأن مخيم ويفيل كان من المخيمات الأقل تضرراً خلال سنوات الحرب الأهلية. ولا يزال العديد من اللاجئين يعيشون في ثكنات الجيش الأصلية لغاية اليوم على الرغم من أن ظروفها غير ملائمة للسكن. ولاحقاً تمدّد المخيم إلى المنطقة المحيطة بالثكنة. 


يقطن في مخيم ويفيل ومحيطه ما يزيد عن ثمانية آلاف لاجئ. ولقد أدت الحرب السورية إلى ارتفاع في أعداد القاطنين مع قدوم العديد من العائلات السورية والفلسطينية اللاجئة في سوريا.  


  


ماذا تعرف عن مخيم الرشيدية؟

يقع مخيم الرشيدية على الساحل، على بعد خمس كيلومترات جنوب مدينة صور. قامت الحكومة الفرنسية بتأسيسه في العام 1936 لإيواء اللاجئين الأرمن الذين فروا من تركيا، وهو ما بات يعرف بالجزء القديم من المخيم. لاحقاً، قامت الأونروا ببناء الجزء "الجديد" من المخيم في العام 1963 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين من دير القاسي، وعلما، وقرى أخرى في شمال فلسطين، واللاجئين الذين أجبروا على الإخلاء من مخيمي البص والجليل في بعلبك من قبل الحكومة اللبنانية. 

 

مثل العديد من مخيمات اللاجئين الأخرى، تأثر مخيم الرشيدية بشدة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وخاصة بين عامي 1982 و1987 حيث تدمر أكثر من 600 مأوى، ونزح أكثر من 5000 لاجئ فلسطيني. 

 

يعتمد سكان المخيم في معيشتهم على الأعمال الموسميّة ولاسيما الزراعية وعلى أعمال البناء. ويقدر عددهم بحوالي واحد وثلاثين ألف شخص.  



ماذا تعرف عن مخيم برج الشمالي؟
سمي مخيم برج الشمالي بسبب برج قديم موجود في المنطقة. يقع المخيم على بعد ثلاث كيلومترات من مدينة صور في جنوب لبنان، وتأسّس في العام 1948 لاستقبال اللاجئين القادمين من قرى الحولة، وطبريا، وصفوري، واللوبية.
 
خلال الحرب الأهلية اللبنانية وتحديداً أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، تم تدمير أجزاء كبيرة منه. لا يزال لليوم يُعتبر أحد أفقر المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث يعيش سكانه دون خط الفقر، ويعانون من مرض التلاسيميا ومرض فقر الدم الوراثي بسبب زواج الأقارب. يعتمد سكانه على العمل الموسمي والزراعة تحديداً. يقدر عدد سكانه بحوالي 20 الفاً.

ماذا تعرف عن مخيم مار إلياس؟
هو ثاني أصغر مخيم في لبنان ويقع في قلب مدينة بيروت على مقربة من منطقة وطى المصيطبة وقصر الأونيسكو على قطعة أرض صغيرة تبلغ مساحتها حوالي 200 متر مربع. تأسّس المخيم في العام 1952 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين من منطقة الجليل. وخلال الحرب الأهلية غادرته بعض العائلات ولجأت إليه بالمقابل عائلات قدمت من مخيم تل الزعتر ومناطق أخرى كانت عرضة للقصف. 

يعمل سكان المخيم في جميع أنواع الوظائف يساعدهم على ذلك موقعه في وسط العاصمة، لكنه يعاني من تآكل بنيته التحتية وتصدّع منازله. 


ماذا تعرف عن مخيم البص؟
يقع مخيم البص للاجئين الفلسطينيين على بعد كيلومتر تقريباً من جنوب مدينة صور بجوار الآثار الرومانية الرئيسية في المدينة. بني على مستنقع من قبل الحكومة الفرنسية في العام 1937 للاجئين الأرمن آنذاك. وبعدما انتقل الارمن إلى منطقة عنجر في الخمسينيات من القرن الماضي، لجأ الفلسطينيون من منطقة عكا في الجليل إلى البص.

موقع المخيم على الطريق الرئيسي لمدينة صور وصغر حجمه جنّبه تبعات الحرب اللبنانية. يحتوي المخيم على عدد من المداخل للمشاة ومدخلاً واحداً فقط للسيارات عند نقطة تفتيش للجيش اللبناني.

في العام 2017، تم إحصاء 687 مبنى يضم 1356 أسرة في المخيم. معظم المباني هي عبارة عن وحدات سكنية بناها السكان أنفسهم لكنها ليست آمنة تماماً.

اعتباراً من العام2013، وصل عدد سكان المخيم إلى 11254 نسمة، لكن في الآونة الأخيرة زاد عدد السكان بسبب تدفق اللاجئين الفلسطينيين والسوريين النازحين بسبب النزاع في سوريا. 





المنشورات ذات الصلة

الثوب الفلسطيني: تطريز عابر للحدود يحكي قصة فلسطين

لن نحكي هنا عن الثوب الفلسطيني فحسب، بل عن قدرته على التحوّل إلى رمز، وموضة، وهوية. إنها قدرة التصميم والتطريز في إضفاء حياة على القماش، والتعبير عن موقف، وفي سرد الحكاية الفلسطيني...

  • التعاون

  • ۲۲ أيار ۲۰۲٤

حياة جديدة أمام المسنين في مخيم الجليل في بعلبك

لدى أمينة الكثير لتحتفل به الآن! مع استلامها الكرسي المتحرك، تستعد لحياة جديدة بعدما قضت ست سنوات داخل أبواب منزله...

  • التعاون

  • ۱٦ أيار ۲۰۲٤

خارج حدود المخيم: الشباب الفلسطيني في لبنان يبحث عن أحلامه ويبني مستقبله

حوّل الكثير من الشباب الفلسطيني ضيق أحوالهم وقساوة واقعهم كمنصة للانطلاق إلى عالم على اتساع طموحهم بالرغم من كثرة التحديات التي تقف أمامه...

  • التعاون

  • ۱۳ شباط ۲۰۲٤

الرعاية الطبية المنزلية للمسنين في مخيم البداوي

مع تدهور الأحوال المعيشية في لبنان تزداد التحديات التي تواجه المسنين ولاسيما داخل المخيمات الفلسطينية التي يعاني سكانها من فقر شديد. فانطلق مشروع توفير الحماية والخدمات الصحية للاجئين الفلسطينيين المسنين في مخيمات البداوي ونهر البارد والجلي...

  • التعاون

  • ۸ كانون الثاني ۲۰۲٤