أحمد والناي: من تعلّم الموسيقى إلى تعليمها

في البداية كان الناس يسألونني ما هذه القصبة التي تحملها؟ كانت تلك هي آلة الناي وكنت أنا طالب الموسيقى الذي أبحر على صوت الناي وأنغامه وقرر بأن يأخذ هذا الطريق إلى النهاية. هكذا يصف أحمد الأسود من مخيم برج البراجنة في مدينة بيروت، رحلته من طالب موسيقى في عمر ثماني سنوات إلى مدرّس للناي وطالب في المعهد العالي للموسيقى- سنة سادسة.


في البداية، يقول أحمد، ساعدتني الموسيقى على تعبئة وقت الفراغ، وفيما بعد أصبحت الملجأ الذي يعطيني الراحة "وبطلعني من حالي وواقعي". وعلى الرغم من أن أحمد حاصل على إجازة في الميكاترونيكس، إلا أنه لم يوّفق بالحصول على عمل بسبب صعوبة شروط العمل بالنسبة للفلسطينيين اللاجئين في لبنان، إلى أن قادته الصدفة إلى التعليم وتحديداً تعليم الموسيقى. فبدأ أحمد بتقديم حصص خصوصية في تعليم الموسيقى توفر مدخولاً له، إلى جانب التطوع لتعليم الموسيقى للأطفال في المخيمات، أي الصفوف التي انطلق منها في رحلته، وتقديم صفوف التذوق الموسيقي للأطفال. يقول أحمد، "أجد نفسي في عالم الموسيقى مستقبلاً وأطمح لأكون موزعاً موسيقياً".


أحمد، هو اليوم أحد أعضاء فرقة الكمنجاتي، وأحد طلاب الموسيقى الذين كانت بداية تعلمهم في الصفوف التي تحتضنها مؤسسة بيت أطفال الصمود والتي تدعمها مؤسسة التعاون ضمن برنامج الموسيقى. اليوم هناك أكثر من 60 طالب موسيقى من الأطفال والشباب المتحمسين للتعلّم وتطوير مواهبهم وقدراتهم.    

المنشورات ذات الصلة

خارج حدود المخيم: الشباب الفلسطيني في لبنان يبحث عن أحلامه ويبني مستقبله

حوّل الكثير من الشباب الفلسطيني ضيق أحوالهم وقساوة واقعهم كمنصة للانطلاق إلى عالم على اتساع طموحهم بالرغم من كثرة التحديات التي تقف أمامه...

  • التعاون

  • ۱۳ شباط ۲۰۲٤

الرعاية الطبية المنزلية للمسنين في مخيم البداوي

مع تدهور الأحوال المعيشية في لبنان تزداد التحديات التي تواجه المسنين ولاسيما داخل المخيمات الفلسطينية التي يعاني سكانها من فقر شديد. فانطلق مشروع توفير الحماية والخدمات الصحية للاجئين الفلسطينيين المسنين في مخيمات البداوي ونهر البارد والجلي...

  • التعاون

  • ۸ كانون الثاني ۲۰۲٤

الغرافيتي في المخيّمات الفلسطينية في لبنان: الجدران تتكلم

لم تأت الفنون من فراغ، بل كانت دوماً انعكاساً لمخيلة الفنان أو تفاعلا مع محيطه. وسيلة للتعبير، بالطبع، فكيف إذا كان التعبير ممنوعاً، والرأي مقموعاً، والظلم، والقهر في قلب الإنسان...

  • التعاون

  • ۱۸ كانون الاول ۲۰۲۳

الأطفال ذوي الإعاقة في المخيمات الفلسطينية في لبنان: حقهم بالعلاج محفوظ

تمر على سكان المخيمات ظروف صعبة، لكن أصعبها يبقى عدم استطاعتهم توفير العلاج المطلوب لأبنائهم. فبالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة العلاج طويل ومكلف ويحتاج لتقييم ومتابعة دائم...

  • التعاون

  • ۷ كانون الاول ۲۰۲۳